أصبح من المألوف سماع عبارات '' لقد مملت ، ما الذي يمكنني فعله غير تصفح الانترنت؟ ، قتلني هذا الروتين '' فالحياة الروتينية سبب الملل والكآبة اللذان يعتبران العدوان اللّدودان لنجاح الفرد. لم يعد من المستحيل التخلص من الملل الذي يوصد أفئدتنا ، يكبّل قدراتنا ويبطل عزائمنا. فبإمكان أي شخص تطبيق هذه الخطوات البسيطة والسّهلة لرمي الملل جانبا وفهم هدف الوجود الانساني والغاية منه ألا وهو عبادة الله تعالى وتعمير الأرض.
1 - ما يجدر بأي إنسان فعله هو معرفة سبب المشكلة المحيطة به، أي أن
معرفة سبب الممل هو نصف الحل. فإن كان ملَلُك مرتبطا بتكريرك لنفس النشاطات أو
الأعمال يوميا، فما عليك سوى إضافة بعض اللمسات الجديدة لحياتك أو قم بنفس
أعمالك على نحو مختلف.
ـ يمكننا
التطرق إلى العمل المنزلي كسبيل المثال، فبإمكان ربّة المنزل بعث نوع من الروح
والحيوية في نشاطاتها وأثناء أدائها لأعمال المنزل بالاستماع إلى بعض الأشرطة
الصوتية أو الراديو بانصاتها لمعلومات قد تكون فكاهية أو تثقيفية. بإمكانها أيضا
الاستمتاع بقيامها ببعض الحركات الرياضية وبهذا تكون قد عملت على تحسين لياقتها
البدنية إلى جانب الأعمال المنزلية الشاقة.
ـ أما إن كان الكسل هو ما يسبب لك هذا الملل
القاتل، فعليك أن تتأكد إن كانت نظام حياتك صحيّا أو لا، وإن لم يكن كذلك فعليك أولا بالحصول على القدر الكافي من النّوم.
ـ كثيرون يصابون بالملل نتيجة احباطهم بسبب
تراكم الأعمال، فيتحجّجون بمللهم هروبا من بعض المسؤوليات، فإن كانت مشكلتك هي
تراكم أعمالك، فما عليك سوى تقسيمها حسب أهميتها وعبر خطوات محدّدا الأهداف
التي تسعى لتحقيقها بعد انجاز هذه الأعمال رغم كمّها الهائل.
ـ قد يكون الملل أيضا ناتجا عن غياب النشاطات، وعدوّه في هذه الحالة
هي الرياضة التي توفر للانسان عقلا وجسما سليمين، فيصفى بذلك تفكيره وينقى و ينشط
جسمه ليزداد انتعاشا وحيوية. أو بإمكانك أيضا اللّجوء إلى أحد أصدقائك المقرّبين
لتشاركه مشكلتك لعلّك تجد حلاّ لك عنده، فكثيرا ما تفتح الأبواب الموصدة عن طريق
الحديث. لكن يجب عليك تجنّب مشاطرة مشاكلك مع أشخاص سوداويين وكئيبين فما ستزيد
بذلك حالتك إلا سوءً.
2 - من الجدير بالذكر أيضا أن
على الانسان تحسين علاقاته الاجتماعية، والشعور بالرابط الذي يجمعه مع العالم
الخارجي والاندماج فيه. فلن تشعر بلذة الحياة الاجتماعية إلا بنبذ هذه الوحدة
والتقرّب ممن حولك كبارا كانوا أو صغارا، أقرباء أو أصدقاء أو حتى تكوين علاقات
جديدة. فليس عيبا التعلم ممن يحيط بنا، فحتى إن لم تتعلم شيئا علميا، يكفيك أنك استمتعت بوقتك وأخذت حكمة وموعظة وبذلك تكون قد تعلّمت درسا جديدا في الحياة.
3- من حق الإنسان الترفيه والترويح عن نفسه بما
يرضي الله عز وجل، فقد أمرنا الله تعالى بأخذ نصيبنا من الدنيا، ولا عيب في
التمتع بما أباحه الله لنا فمن شأن ذلك اعانتنا على طاعته، فعلى الإنسان أن يحسن
الاختيار ويربّي نفسه على نعائم الأفعال، فلا يؤتي إلا مايرفع من شأن نفسه ويزيد
من همّتها، فيفيد غيره ويعينهم ويستفيد من خبراتهم ويتمتع في نفس الوقت بإنجازاته، فيكفي الانسان أن يرفه عن نفسه بالمزاح المقبول والضحك والسفر لاكتمال علمه
وتغذية فكره.
4 - على الانسان
أن يصالح نفسه ووقته، ويشعر بأهميته ويحمد الله عز وجلّ على هذه النعمة التي من
شأنها توجيهه للفوز بالحياة الدنيا وكذا الآخرة في حالة حسن استعمالها.
5 – كثيرا ما يساعدنا
التأمل على ادراك حقيقة وجودنا وغايتنا منه. ويزيد من الهاماتنا وابداعاتنا،
ويفتح لنا فرصا جديدة غايتها قيادتنا لسبل أفضل وأرقى. فاغتنم فرصتك، فدقائق من
التأمل ليست بالشىء المكلف، ونفسك وبالك يحتاجان لذلك.
6 – لا تتشبث برأي واحد، ولا تتخذ نمط حياة
أسبقيك مثالا قطعيا فقد تشوبه بعض الأخطاء والعادات التي يجب وضع حدّ لوجودها. دع
أفكارك تتفتح وادعم قابلية تغييرها في حال اقتناعك. حدد هدفا تسعى إليه أثناء
وجودك وانطلق لتبني حياة جديدة بعيدة عن الممل.
7 – احسن استخدام خيالك، واسمح له بالابحار في أعماق هذا الكون، ضع شروطك أنت
وجرّب ماتشتهيه نفسك.. ارسم لنفسك صورة تعبر عن ما تطمح إليه، عشها بخيالك فهذا
سيساعدك على ادراك شدة تعلقك بهدفك والسعي بجدية أكثر لتحقيقه.
8 – لا تلزم مكانك ، بل تحرّك وشارك العالم
نشاطه. اخرج صباحا وتمشى في أحد الحدائق، أو استمتع بمنظر البحر واستنشق الهواء
النقي في الصباح الباكر. ضع مخططا للأشياء التي تخشاها ولكنك قادر على فعلها، باشر بعملها واقضي على هذه الأحاسيس المحبطة التي تجرّك إلى الاستسلام.
9 – ليس الفضول
صفة ذميمة، فبإمكانك تحويله إلى ماقد يفيدك .. كأن تنمّي فضولك نحو الاستكشاف
وطلب العلم، وتغذي فكرك بالمطالعة أو مشاهدة أشرطة تفتح عيناك للحقائق الكونية ،
الثقافية ، التاريخية والعلمية. واعلم أن العالم واسع ، مهما شربت من بحره سيظل
وراءك الكثير لتشربه. فلا تكفّ عن البحث.
10 – بدل الركون
إلى الفلسفات والنقاشات العقيمة، حاول أن تفهم دينك أكثر وتتعمق في أحكامه وتعمل
على اتقان عباداتك.
11 – لا تظن أنك
انسان فاشل ، بل عليك أن تتأكد أنه لكل انسان هواية أو مهارة يتقنها ، ماعليك سوى
اكتشاف قدراتك لا تدفنها بل دعها تطل على الشمس. فما أن تجدها إلا وعليك بداية
ممارستها ومن ثمّ اتقانها وربّما سيصل بك الحال لتعلمها لغيرك وتجعلهم يتقنون
صنعتك.
12 – الرياضة غذاء الجسم والعقل والروح ، مارس
الرياضات الفردية لتزيد من ثقتك بنفسك وتفخر بانجازاتك لوحدك ، ومارس الرياضات
الجماعية أيضا لتحس بانتمائك وتقوي روابطك الاجتماعية.
13 – ليس العمل
من أجل المال فقط ، بل قد يكون من أجل الافادة والاستفادة. فبامكانك إذا ايجاد عمل
مؤقت أو حرّ يزيد مدخولك من جهة ويروّح عنك من جهة أخرى.
14 – صبيا كنت أو
فتاة ، بامكانك اعداد أكلة لأفراد أسرتك الصغيرة ، وتمضية وقت مرح معهم. ذوقها لا
يهمّ فعلا ، فما يهم هنا هو تغيير ذلك الروتين القاتل وبث نوع من الحيوية في مكان
عيشك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق